شارك وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور حيدر عبد ضهد في فعاليات اليوم الثاني من “المؤتمر الطبي العراقي الأول (IQMC 2025)” الذي أُقيم يوم الأحد الموافق 15 حزيران 2025 في فندق Novotel London West بالعاصمة البريطانية لندن برعاية رسمية من سفارة جمهورية العراق لدى المملكة المتحدة. كما شارك في فعاليات المؤتمر الملحق الثقافي لجمهورية العراق في المملكة المتحدة الأستاذ الدكتور قصي كمال الدين الأحمدي.
شهدت فعاليات المؤتمر كلمة ألقاها السيد وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الأستاذ الدكتور حيدر عبد ضهد ممثلاً عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث تناول فيها أهمية الشؤون العلمية باعتبارها الركيزة الأساسية في بناء مجتمع المعرفة، وتعزيز دور الجامعات كمحرّكات فاعلة في مسيرة التنمية الشاملة في العراق. وأكد السيد الوكيل خلال كلمته على ضرورة تعزيز التواصل الفعّال والمستمر بين وزارة التعليم العالي والمؤسسات الأكاديمية وأهمية العمل بروح الفريق من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار إلى أن القطاع الطبي والبحثي يُعد من أولويات الوزارة لما له من ارتباط مباشر بصحة الإنسان مبينًا أن الوزارة تبذل جهودًا حثيثة لدعم الكليات الطبية، والمراكز البحثية، والمستشفيات التعليمية بهدف تطوير الخدمات الصحية، ورفع كفاءة الكوادر، وتعزيز البحث العلمي التطبيقي الذي يلبي احتياجات المجتمع.
وأوضح الدكتور عبد ضهد أن الوزارة وضعت خططًا طموحة لتوسيع برامج البعثات والزمالات في الاختصاصات الطبية النادرة إلى جانب تحديث المناهج بما يتماشى مع التطورات العالمية وتشجيع البحوث المشتركة بين الجامعات والمؤسسات الصحية فضلاً عن دعم المجلات العلمية المحكمة لنشر البحوث الرصينة. كما شدد على أهمية البحث متعدد التخصصات وتقنيات الذكاء الاصطناعي و”البيانات الصحية الضخمة” في دعم القرارات الطبية.
هذا وشهد اليوم الثاني جلسات علمية متخصصة وورش عمل غنية بالمضامين تناولت أبرز التحديات الصحية والفرص المستقبلية في العراق، من بينها:
- مقاومة الأدوية المتعددة: التحدي الصامت – البروفيسور وليد الولي، ناقش تأثير الإفراط في استخدام المضادات الحيوية على فعالية العلاج، وأوصى بإنشاء نظام وطني للرقابة والتثقيف.
• Made in Iraq: Paving the Way for Local Biosimilar Manufacturing – د. ميادة الخاقاني، ركّزت على أهمية تصنيع البدائل الحيوية داخل العراق، والتحديات المرتبطة بثقة مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، مشيرة إلى أن التعليم والتدريب هما الأساس لتعزيز هذا التوجه، وأكدت أن العراق يمتلك المقومات البشرية والفنية للانتقال من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي.
- الطب الوراثي والدقيق في التشخيص والعلاج – د. نبراس الخياط (ألمانيا)، عرض آفاق الطب الجيني في تحسين دقة التشخيص وتوجيه العلاج.
- الصحة النفسية في بيئات ما بعد الصراع – د. فاطمة الكبيسي، تحدثت عن الحاجة إلى تضمين خدمات الصحة النفسية ضمن الرعاية الأساسية.
- التطبيب عن بُعد: توسيع الوصول وتحسين الخدمة – د. سارة عبد الأمير
- التوثيق السريري وجودة الرعاية – د. قيس البدر
- أخلاقيات البحث العلمي في البيئات المعقدة – أ.د. حسن النوري
- التغذية العلاجية ودورها في السيطرة على الأمراض المزمنة – د. أمل حسين
- واقع وآفاق زراعة الأعضاء في العراق – د. ناصر الكروي
- نحو نظام صحي لامركزي: التحديات والفرص – د. عماد شهاب
- الصحة النفسية في المناهج الطبية العراقية – د. زينب طالب
- الابتكار في القطاع الصحي عبر الحاضنات الطبية – د. نزار البغدادي
- تلوّث الهواء والصحة العامة في العراق – د.جيهان بابان
اما المبادرات والورش كما يلي :
- مبادرة وطنية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية
- عرض أولي لمنصة “صحة العراق الرقمية” لتكامل البيانات الصحية
- ورشة إعداد بروتوكول وطني للأدوية المزمنة تضم باحثين من العراق والمهجر
وشهدت أبرز التوصيات:
- إعداد استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة مقاومة الأدوية
- دعم تصنيع البدائل الحيوية محليًا مع ضمان إشراف الجودة من الجهات الصحية
- تعزيز ثقة الكوادر الطبية بالأدوية المنتجة محليًا عبر التعليم والتدريب
- تضمين الصحة النفسية ضمن الرعاية الأولية والتعليم الطبي
- توسيع استخدام التطبيب عن بُعد وتحسين بنيته التحتية
- ربط البحث العلمي بالتحديات الصحية الوطنية وتمويله بشكل مستدام
- دمج قضايا البيئة وتلوث الهواء في السياسات الوقائية الوطنية
اما الرسائل المحورية لليوم الثاني فكانت كما يلي:
- مقاومة الأدوية تُواجه بالمسؤولية والتخطيط
- العراق قادر على الإنتاج لا الاستيراد فقط
- التعليم والتدريب ركيزتان للثقة في النظام الصحي
- الصحة النفسية ضرورة لا ترف
- الهواء النظيف جزء من الصحة العامة
- الحلول تنبع من الداخل… وتُبنى بالتعاون